7 خرافات عن الانتحار |ملحق الانتحار بالأرقام

مرحبًا .. أعرف أن اليوم هو التوقيت الخاطئ تماما لهذي التدوينة لكن كنت أُؤجل كتابتها منذ زمن وقلت لن استخدم التوقيت الخاطئ كعذر الآن اليوم سنذكر ٧ خرافات عن الانتحار مترجمة من حلقة تحمل نفس العنوان Myths About Suicide by Ellen Hendriksen 

من بودكاست سافي للدكتورة ألن هندريكسن وهو بودكاست نفسي يهدف للتوعية بطريقة عيش حياة نفسية وعقلية صحية وسعيدة وهو بالمناسبة رائع جدًا واستفدت منه الكثير وسأحاول ترجمة المزيد من الحلقات في المستقبل ان شاء الله .

تم تسجيل هذه الحلقة بعد نشر خبر انتحار عارضة الازياء الشهيرة كيت سبيد والشيف الامريكي انتوني بوردين بهدف رفع الوعي وتصحيح الخرافات .

الخرافة الأولى : الانتحار هو مجرد محاولات لجلب الاهتمام / أو صرخة استجداء 

الحقيقة : معظم الاشخاص الذين يحاولون أو ينجحون في الانتحار -أكثر من 90%- يعانون من مرض عقلي مثل الاكتئاب أو ثنائي القطب أو الفصام أو ادمان الكحول أو الاعتماد على الادوية أو معاناة مركبة مما سبق تدفع بهم للانتحار .

صياغة الانتحار كطريقة لجذب الاهتمام يرسم صورة للمرضى أنهم مخادعين ومتلاعبين عندما يكونون في حقيقة الأمرمريضين جدا

بالأضافة أن حتى لو كانت محاولة الانتحار هي صرخة استجداء فذلك يعني أنهم يجتاجون للنجدة والمساعدة فلنساعدهم!

الخرافة الثانية : الانتحار تصرف أناني .

الحقيقة : أنه موقف مروع ذلك الذي توضع فيه عائلة المنتحر وحتما سيؤثر ذلك في حياتهم تأثيرًا عميقا لكن عندما يكون المرء مكتئبا بحق فأنه يعتقد أن العالم سيكون مكانًا أفضل بدونه.

هناك مايسمى ثلاثي اليأس الذي يضع حجر الاساس للافكار الانتحارية ويتكون من : فقدان الأمل ، الاحساس بالعجز، الاحساس بعدم القيمة

فقدان الأمل يقول : الأمور لن تتحسن أبدًا ، هذا سوف يستمر للأبد والمحاولة بلا قيمة

الاحساس بالعجز يقول : هو شلل ترى أنك غير مسيطر أبدًا على حياتك الاشياء تستمر بالحدوث وأنت تشعر بالسوء كل مرة

الاحساس بعدم القيمة يقول : أنت فشل كامل على البشرية وحياتك عبث وخسارة ومضيعة

هذه الثلاثي من اليأس والقنوط يصرخ بصوت عالى يجعل من أي همسات للأمل والجدوى والقيمة تختفي

العديد من المنتحرين آمنوا بصدق أنهم يقدمون بموتهم معروفًا لأهلهم وللعالم

أعرف أن هذا الكلام والمنظور صعب أن نرى من خلاله لكن أن كنت قد عانيت من الاكتئاب الشديد أو فكرت أفكار انتحارية فستفهم ما أعنيه .

أما إذا كنت ممن يعاني من فقد أحد احبتهم انتحارًا فأنك على الارجح مرتبك وغاضب من السهل القول أن المنتحر أناني لأن انتحاره آذاك بشدة لكن تحت هذا الغضب الذي تشعر به قلب مفطور يحاول أن يتعافى ويساعد من حوله على التجاوز بدلا من الاندفاع الغاضب .

الخرافة الثالثة : إذا كنت قلقًا أن شخص تحبه يفكر في الانتحار لا تسأله فأن سؤالك قد يشجعه  .

الحقيقة: إذا كنت قلقًا كن صريحا : هل تفكر بقتل نفسك؟ وبعدها استمع  له.

استطيع أن اراهن انها ستكون المرة الاولى التي يُعرض عليهم الوقت والفرصة للتخلص من اعباء افكارهم

الخرافة الرابعة : المنتحرين حتمًا ارادوا الموت. 

الحقيقة : المنتحرين ارادوا وضع حد للألم وهذا ليس نفس الشيء كإرادة الموت

ففي مقابلات اجريت مع ناجين من الانتحار حاولوا القفز من جسر قولدن قيت وجدوا أن العديد منهم غيروا رأيهم في الهواء !

وهنا اقتباس من ناجي يدعى كين بالدوين الذي يتذكر أنه في اللحظة التي قفز فيها من الجسر عام ١٩٨٥ م فورًا ادرك أن كل شيء في حياته كان غير قابل للإصلاح هو قابل للإصلاح ماعدا قرار القفزهذا!

مرة أخرى إذا كنت شخصًا فقد عزيزا منتحرا فأن وضع الأمر بهذه الطريقة – أراد انهاء الألم فحسب- ربما لا يجعلك تشعر بتحسن لكن ربما سيمكنك من تتفهم افعالهم أكثر .

الخرافة الخامسة : إذا حاولت حماية أحدًا بمنعه من طريقة انتحار معينة فسيجد طريقة أخرى لينتحر. 

الحقيقة : الوقاية تنفع ! بالحديث عن جسر قولدن قيت الجسر البرتقالي الممتد هو المكان رقم ١# للانتحار في النصف الغربي كاملًا

في عام 2017 فقط قفز منه ٣٩ شخصًا !

على كل حال تم وضع خطط لصنع حواجز بقيمة ٢٠٠ مليون دولار بحيث تكتمل بانتهاء عام 2021.

سيقول المشككون في المستقبل سيذهب المنتحرون لمكان آخر لكن الوضع لا يسير بهذي الطريقة ففي عام ٢٠١٣ في تحليل لبيانات تم جمعها من ٢٢ دراسة سابقة لمعرفة ما سيحدث عندما توضع حواجز حماية مثل شبكة سلامة أو بناية حواجز سلامة على الجسور والاماكن المرتفعة .

وجدوا أن بينما ارتفعت ارقام الانتحار في البنايات القريبة التي لا تحتوي على شبكات حماية إلا أن المعدل الكلي للانتحار قد انخفض بنسبة ٢٥٪؜  أي الثلث.!

إذا هذه الوقاية , لكن ماذا بخصوص من حاول ولم ينجح هل سيحاول مرة أخرى لاحقا ؟ بشكل مفاجئ لا ، في دراسة اجريت عام 1978 حيث تم تتبع 515 شخصا من بداية عام 1937إلى 1971 مما نجوا قبل أن يحاولوا القفز من جسر قولدن قيت -مرة أخرى- وجدوا أن ٩٠٪؜ منهم كانوا لا يزالون على قيد الحياة أو ماتوا بأسباب طبيعية في عقود لاحقة .

وبينما أنك لن تستطيع بناء شبكات على الجسور لوحدك لكن هناك شيء تستطيع القيام به لمنع احبائك من الانتحار وهو أن تخلي منزلك ومنازلهم من المسدسات ووضعها بعيدا عن متناول ايديهم .

ففي دراسة اجريت عام ٢٠٠٤ وجدوا أن الرجال اللذين يملكون مسدسات في منازلهم هم ١٠ مرات أكثر عرضة للانتحار من غيرهم .

ودراسة اجربت عام 1986 في مجلة New England of medicine وجدوا أن مقابل كل مرة يُقتل فيها دخيلا ( لص) للمنزل في دفاع عن النفس فأن ٣٧ شخص ينتحرون مستخدمين اسلحتهم التي يحتفظون بها في المنزل .

الخرافة السادسة : الانتحار لا يمكن أن يكون مجرد تقليد لما يرى في الاعلام ، المنتحر سيقتل نفسه بغض النظر عما يرى .

الحقيقة : التقليد أمر حقيقي ,عدة دراسات اثبتت أن التغطية الدقيقة والابلاغ بتفاصيل محددة كلها للأسف حدثت بعد وفاة روبن ويليام ٢٠١٤ وأيضا هذا الاسبوع في انتحار كيت سبيد وانتوني بوردين

قد  تمهد الطريق للمقلدين, أن المعرفة الدقيقة لكيفية تعليق مشنقة أو جرعة ادوية ومخدرات دقيقة أو شركة امواس قد تضع خطة محكمة مسبقة الاعداد في احضان من هم على الهاوية

لذلك الصحافيين المسؤولين يجب أن يكونون واعين بهذا وأن ينقلوا القصة بدون التفاصيل الدقيقة للانتحار

لكن شخصيا أعتقد أنه من المهم الابلاغ عن الوفاة كحادثة انتحار – وان لا يتم التغطية على سبب الوفاة- لان بهذا يعرف متى يحدث تعدد للحالات ويساعد على ايقاف الأمر .

لنأخذ مثال على هذا : في مدة تزيد عن ستة اشهر في عام ٢٠٠٩ ، حصلت ٤ حالات انتحار مراهقين منفصلة في مجتمعي,  قتلوا انفسهم بنفس الطريقة لو هذه الحالات تم رصدها كحوادث والتكتم عن السبب ستبقى مصيبة لكن لن يتم التعرف على النمط المتكرر للانتحار ولن يتم رفع التوعية واتخاذ الاجراءات الوقاية

الخرافة السابعة :  الافكار الانتحارية نادرة .

الحقيقة : أنها ليست كذلك ، في مكتبي هذا الاسبوع – الذي انتحرت فيه كيت سبيد وانتوني بوردين –  العديد من الناس جلسوا في الكرسي المقابل وقالوا ( نحن نتفهمهم حقا لقد كنا في نفس موضعهم يوما )

وليس فقط الاشخاص الذين يتعالجون نفسيا  , فالافكار الانتحارية تقع في سلم متفاوت من الدرجات

” كم سيكون من الرائع لو ينتهي كل شيء ” “اتمنى لو اختفي تماما للابد”  وهي شائعة جدًا

لكن فكرة مفردة تأتي لرأسك بشكل عام هذا ليس مقلقًا

أما إذا فكرت فيها بشكل متكرر خصوصا إذا كنت تمر بفترة صعبة من حياتك فقد يكون عقلك يخبرك أن تطلب المساعدة .

انتقالا لاعلى السلم حيث الافكار المقلقة ، افكار الانتحار اللافعال أو مستسلم أومذعن هي امنيات أن تموت بدون أن تفعل ذلك متعمدا يشمل ذلك تمني أن تدهسك سيارة أو تفكر ” اريد أن أنام ولا أصحو ابدًا ”

ثم تأتي أعلى درجات السلم وهي أفكار الانتحار الفعال أن تفكر فعليا في قتل نفسك ، كأن تفكر في رمي نفسك من مرتفع أو أمام سيارة ألخ.

بعدها أعلى درجة مقلقة على السلم هي وضع خطة محددة مثل تحديد الوقت والمكان والطريقة التي تنوي قتل نفسك بها.

إذا اعترف أحد ما بأفكاره الانتحارية لك لا تحاول تحديد موضعه من السلم فمن الحكمة والسلامة أن تأخذها دائما بجدية كبيرة.

في نهاية البودكاست قامت الدكتورة ألين هندركسن باعطاء ارقام المساعدة وخط المساندة الفوري للانتحار في أمريكا  ، للاسف لا نملك في السعودية خط مساندة كهذا حتى الآن رغم أنه بحسب جريدة عكاظ أن المملكة شهدت ٧٨٧ حالة انتحارفي عام 2010 فقط وهي آخر إحصائية رسمية صدرت عن وزارة الداخلية,  بمعدل انتحار  بلغ حالتين يوميا وتتركز غالبية الحالات بين فئة الشباب والفتيات اضافة للعمالة المنزلية .

عندما بحثنا عن خط مساندة لم نجد إلا هذه العريضة لجمع تواقيع لفتح خط مساندة , لا أعلم أن كانت العريضة رسمية أم مجرد اقتراح لكن لن يضر أن وضعتم توقيعكم واطلعتم على حسابالعريضةفيتويتر

photo6041602033267617775

فيالعالم،يموتنحو 800 ألفشخصمنتحراًكلّعام،أيبمعدّلشخصكل 40 ثانية. هذاماتأكده أرقام  منظمةالصحةالعالميةالتابعةلهيئةالأممالمتحدّة،التيتعتبرالانتحارأحدأهمالأسبابالمؤديةإلىالوفاةفيفئةالشباببين 15 و29 سنة.

ورغمأنمعدلاتالانتحاربشكلعاممنخفضةعربياً،تأتيبعضالدولالعربيةفيمراكزمتقدّمةمنالدولالمسجلةلأعلىحالاتالانتحارفيالعالم،كالسودانالتيتقاربنسبةالانتحارفيهانسبةقارّةآسياكاملةً.”

“ويفسر تقرير لمنظمة الصحة العالمية تحت عنوان الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية ارتفاع نسبة الانتحار في السودان بعدم الاستقرار والحرب والفقر والتشريد إذ يعاني الشباب السوداني من شعور عدم الجدوى ويقرر وضع حد لحياته .”

التكتم مؤسف جدًا وعدم وجود ارقام حديثة أمر يدعو للخجل ويجعلنا نقف مكتوفي الأيدي عن تقديم المساعدة لمن يحتاجها لكن إذا كنت أنت أو تعرف أحدًا يفكر بأفكار انتحارية فاطلب المساعدة النفسية فورًا وادامكم الله واحبابكم بخير وصحة نفسية دائمة

*سأضيف أي خط ساخن لمساندة الانتحار في العالم العربي للتدوينة حال توفره . 

1 comments

  1. لمياء · أوت 21, 2018

    رائع جداً استمتعت بكل كلمة .
    فعلاً موضوع الإنتحار يفترض أن يؤخذ بجدية أكثر ويجب أن يخرج من دائرة المحرمات اللي ممنوع نتكلم فيها ، و بالمناسبة من افضل النقاشات اللي تكلمت فيها عن هذا الموضوع كانت معك 💕

    Liked by 1 person

أضف تعليق